الأربعاء، 6 يونيو 2018

العقدة الرفيعة

لطالما بحثت، أنا أعجز عن وصف أفكاري ومواجيدي، لا أملك الكلمات. حتى بت أبحث عن الكلمات في كل مكان، أنهيت كتبًا ودواوين، تصفحت العديد من كتابات الفلاسفة والمفكرين.. وما استطعت.
ثم وقع بين يدي كنز فريد يتيم، يحوي الكلمات، كل الكلمات الضائعة، أبهرتني دقتها، وأعجزتني بلاغتها، ينعقد لساني وتلتقي يداي في حيرة وإعجاب كلما أنهيت سطرًا، وتغدو أنفاسي ثقيلة كلما تمعنت شطرًا.
ثم إنني بكيت، لم يكن بكاء الإعجاب المعتاد، إنما بكاء البَون والبعد، بكاء العجز والضعف. إن كنت أفقه شيئًا فإن هذه الكلمات أرفع من أي شيء قدرًا، وأبعد من أي أربٍ شأوًا..
وما شبّهت الكلمات مع ما يجول بخاطري، إلا لقصور فهمي، وشديد جهلي.
أنا التي ما كرهت شيئًا كرهي لامتهان القدير -وإن كان بحسن نية-، أجدني أتمنى أن أتخذ من هذا الكلام إلهامًا لإنجازات حسية.
أتحرق بين اندفاع وتقهقر، ولا أجد لي خلاصًا.

{رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا}

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق