الأحد، 2 فبراير 2020

أنا لا أرتدي النظارات الشمسية

أختنق بالرطوبة ليلاً في مدينة ساحلية، تتكثف المياه على المرآة فتبدو رموشي وكأنها مبتلة بالدمع..
أتذكر طعم الآيسكريم الذي تناولته قبل خمسة أشهر من اليوم.. كان عاديًا، كما هي معظم الأشياء.
تتعاقب الأيام بسلاسة، وتنقضي الأعوام كما انقضت قبلها أعوام.

لا يمكنني تجاهل كوني هنا مع وجود أبواق السيارات هذه، أنا هنا، كما ترون.
تخطر على بالي شجرة الليمون في وسط ساحة مدرستنا الابتدائية، السور الصغير المحيط بها، والكرسي المجاور، كنت جالسة على ذلك الكرسي عندما رأيت القمل لأول مرة، وحاولت ألا أبدي استغرابي واستيائي.

فتحت الدرج أمامي في العربة، وجدت نظارة شمسية. في المدن الساحلية يحب الناس ارتداء النظارات الشمسية.

هذه الليلة هنا في الجو الرطب الخانق، إنها ليلة مزعجة ولست بحاجة إلى أيهم ليحادثني شخصيًا.
أترجل من العربة وأتذكر طريق العودة من حفل عيد ميلاد أحد الأصدقاء، قبل ما يقارب أربعة أعوام.. طريق طويل وهادئ لم أسترجع فيه أيًا من لحظات الاحتفال، إلا أنني تذكرت فيه فجأة أني لا أذكر طعم أي شيء تناولته هناك.

صادفت أحد الأقارب، قفز طفلهم الصغير ليحتضنني.. أتساءل إن كان هذا الطفل يحبني فعلاً أم هي حماسة الأطفال المعتادة عند رؤية معارفهم صدفة.. افترقت طرقنا سريعًا.
تذكرت بطاقة بريدية بعثها إلي أحد الأصدقاء، لا أذكر في أي صندوق أحتفظ بها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق